رواية اولاد حارتنا للروائي الكبير نجيب محفوظ

Noureddine Ahil
المؤلف Noureddine Ahil
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

رواية اولاد حارتنا للروائي الكبير نجيب محفوظ

"أولاد حارتنا" هي رواية من تأليف الأديب المصري نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب. تُعتبر واحدة من أهم أعماله وأثارت جدلاً واسعًا منذ نشرها لأول مرة في عام 1959. تدور أحداث الرواية في حارة مصرية وتتناول موضوعات عميقة تتعلق بالإنسانية، الدين، والعدالة.

ملخص الرواية

الجزء الأول: الجبلاوي

تبدأ الرواية بتقديم شخصية الجبلاوي، وهو رجل ثري وغامض يسكن في قصر محاط بالأسوار في أعلى الحارة. الجبلاوي يملك حارة كبيرة ويعتبر مرجعية لكافة سكانها. لديه خمسة أبناء: إدريس، أدهم، جبل، رفاعة، وقاسم. يقرر الجبلاوي توزيع إرثه، ويمنح أدهم، الابن الأصغر، مسؤولية إدارة الحارة، مما يثير غيرة وغضب إدريس الذي يُطرد من القصر.

الجزء الثاني: أدهم

أدهم يقبل بمسؤولية إدارة الحارة ويعيش مع زوجته في القصر. لكن إدريس يعود وينجح في إغواء أدهم ليدخل إلى غرفة الجبلاوي المحرمة، مما يؤدي إلى طرده من القصر. يعيش أدهم وزوجته خارج القصر في معاناة، ولكنهما ينجحان في تأسيس عائلة جديدة.

الجزء الثالث: جبل

يأتي جبل، أحد أحفاد أدهم، الذي يقرر تحدي الظلم والفساد في الحارة. يعمل جبل كعامل بسيط لكنه يتميز بالذكاء والشجاعة. يبدأ في جمع أتباع له ليقاتل الظلم ويعيد بعض العدالة إلى الحارة. جبل يمثل شخصية نبي موسى الذي يقود شعبه إلى الحرية.

الجزء الرابع: رفاعة

رفاعة، حفيد آخر من أحفاد أدهم، يظهر كرجل روحاني يعظ الناس بالحب والتسامح. يتعرض لمعارضة شديدة من رجال الدين المحليين. رفاعة يمثل شخصية المسيح الذي يدعو للسلام والمحبة، لكنه يُقتل في النهاية، مما يثير حزن وإحباط أتباعه.

الجزء الخامس: قاسم

قاسم، حفيد آخر لأدهم، يُنظر إليه كمنقذ يأتي ليحرر الحارة من الظلم. يبدأ حياته كيتيم فقير، لكنه يتزوج ويتحول إلى قائد قوي يُلهم الناس. يقود قاسم ثورة ضد الطغاة وينجح في تحقيق العدالة، ليكون رمزًا لشخصية النبي محمد صل الله عليه وسلم.

الموضوعات الرئيسية

الصراع بين الخير والشر

الرواية تستكشف الصراع الدائم بين قوى الخير والشر، ممثلة في الجبلاوي وأبنائه وأحفاده. كل جيل يحاول إيجاد طريقه لتحقيق العدالة والحرية، لكنهم يواجهون تحديات ومعارضة قوية.

الدين والأسطورة

 نجيب محفوظ يستخدم الشخصيات والأساطير الدينية لنسج قصة تعكس تطور المجتمعات البشرية. الجبلاوي يمثل الله، وأبناؤه وأحفاده يمثلون الأنبياء الذين جاؤوا برسالاتهم ليهدي الناس.

العدالة الاجتماعية

الرواية تطرح تساؤلات حول العدالة الاجتماعية وكيف يمكن تحقيقها في مواجهة الفساد والظلم. الشخصيات تحاول بطرق مختلفة تحقيق هذا الهدف، مما يعكس تنوع الأساليب والمفاهيم حول العدالة.

الجدال والانتقادات

أثارت الرواية جدلاً واسعًا بسبب تناولها لمواضيع دينية حساسة. تم منع نشرها في مصر لفترة طويلة، وكان يُنظر إليها من قبل بعض النقاد على أنها تحمل رسائل دينية وفلسفية معقدة قد تُفسر بطرق مختلفة. تعرض نجيب محفوظ للتهديدات بسبب الرواية، لكنها استمرت في كونها إحدى أهم الأعمال الأدبية في العالم العربي.

"أولاد حارتنا" ليست مجرد رواية، بل هي رحلة فلسفية تستكشف تطور الإنسان ومجتمعاته عبر التاريخ. من خلال شخصياتها وأحداثها، تقدم رؤية عميقة عن الطبيعة البشرية والصراع المستمر بين قوى الخير والشر. تظل هذه الرواية إحدى أعظم أعمال نجيب محفوظ، وتراثًا أدبيًا يستمر في إلهام القراء والنقاد على حد سواء.

الجدل حول الرواية

تعتبر الرواية جريئة في تناولها للذات الإلهية، حيث تتحدث عن الظلم الذي حل بالبشر، مما عطل صفات العدالة الإلهية. أثار هذا الموضوع أزمة كبيرة عند نشرها، حيث هاجمها شيوخ الأزهر وطالبوا بوقف نشرها. إلا أن محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير الأهرام آنذاك، دعم نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها.

منع نشر الرواية

رغم عدم إصدار قرار رسمي بمنع نشر الرواية في مصر، إلا أن الضجة التي أحدثتها أدت إلى اتفاق بين محفوظ والممثل الشخصي للرئيس جمال عبد الناصر بعدم نشر الرواية إلا بعد موافقة الأزهر. لذلك، نُشرت الرواية في لبنان بواسطة دار الآداب عام 1962 ومنعت من دخول مصر، إلا أن نسخاً مهربة وجدت طريقها للأسواق المصرية.

التكفير ومحاولة الاغتيال

واجه نجيب محفوظ تكفيراً واتهامات بالإلحاد والزندقة، حتى أن الشيخ عمر عبد الرحمن قال بعد نشر سلمان رشدي "آيات شيطانية" إن محفوظ يجب أن يُقتل، وهو ما يُعتقد أنه كان دافعاً لمحاولة اغتيال محفوظ في أكتوبر 1994.

محاولات إعادة النشر

بعد فوزه بجائزة نوبل، حاولت صحيفة المساء إعادة نشر الرواية، لكن محفوظ اعترض، مما أدى إلى وقف النشر. بعد محاولة اغتياله، تجددت المحاولات لنشر الرواية، حيث تنافست عدة صحف على نشرها، لكن محفوظ رفض إلا بعد موافقة الأزهر. في النهاية، نُشرت الرواية كاملة في مصر عام 2006 بواسطة دار الشروق، مرفقة بمقدمة للكاتب الإسلامي أحمد كمال أبو المجد.

الأعمال الدرامية

تحولت الرواية إلى مسلسل إذاعي من إنتاج إذاعة صوت العرب، وشارك فيه مجموعة من الممثلين البارزين. في نهاية عام 2020، اشترى الممثل المصري عمرو سعد حقوق الرواية من أسرة نجيب محفوظ، وأعلن عن مفاوضات مع جهات إنتاج عالمية لتحويل الرواية إلى عمل درامي للعرض على إحدى المنصات العالمية.

"أولاد حارتنا": رواية نوبل التي منعها السياسيون باسم الدين

اهتمام وجدل

حازت رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ على اهتمام عربي وعالمي وأثارت جدلاً كبيراً، حيث واجه محفوظ سيلاً من الانتقادات واتهامات بالكفر والإلحاد والزندقة، واعتبرت السلطات الرواية انتقاداً وتعدّياً عليها وعلى دورها في إدارة الدولة.

الرمزية الدينية

نجيب محفوظ استخدم الرمزية الدينية بذكاء، حيث رمز للذات الإلهية بالجبلاوي ولشخصيات الأنبياء بأدهم (آدم)، إدريس (إبليس)، قاسم (النبي محمد)، جبل (موسى)، ورفاعة (عيسى). الرواية تربط بين التاريخ والحاضر وتوضح أن الشخصيات تعكس أعمالاً نبوية تاريخية.

دفاع محفوظ

دافع محفوظ عن روايته بأنها خيال، وأنها تحاول الربط بين التاريخ والحاضر. استخدم الشخصيات والأحداث التاريخية لتوضيح أفكار معينة دون الإساءة للرموز الدينية.

التحليل السياسي

الرواية تشير إلى الوضع السياسي في مصر بطريقة خافتة، حيث ترمز إلى سيطرة السلطة المركزية وأثرها على المجتمع. حملت الرواية رموزاً وأحداثاً تعكس الواقع السياسي والاجتماعي في مصر.

 

 

 

 

 

تعليقات

عدد التعليقات : 0